زائر زائر
| موضوع: امرآه لسانها القرآن الأربعاء أبريل 09, 2008 2:18 am | |
| إمرأة لسانها القرآن
قال عبد الله بن المبارك: خرجت حاجاً إلى بيت الله الحرام , وزيارة قبر نبيه عليه
الصلاة والسلام , فبينما انا في الطريق إذا بسواد , فتميزت ذاك ؛ فإذا هي عجوز
عليها درع من صوف وخمار من صوف فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
فقالت "سلام قولاً من رب رحيم" ، فقلت لها يرحمك الله ما تصنعين في هذا
المكان؟ .. قالت: " ومن يضلل الله فلا هادي له " فعلمت أنها ضاله الطريق فقلت لها
أين تريدين؟ .. قالت : " سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى
المسجد الأقصى" ، فعلمت أنها قد قضت حجتها وهي تريد بيت المقدس , فقلت
لها كم لك في هذا الموضع؟ ... قالت: " ثلاث ليالٍ سويا " فقلت ما أرى معك
طعاماً تأكلين؟! .., قالت : " هو يطعمني ويسقين" ..، فقلت بأي شئ تتوضئين؟
قالت : " فإن لم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً " فقلت لها إن معي طعاماً,
قالت : " ثم اتموا الصيام إلى الليل" فقلت هذا ليس شهر رمضان, فقالت : " ومن
تطوع خيراً فإن الله شاكرٌ عليم" ، فقلت قد أبيح لنا الإفطار في السفر!!؟
فقالت : " وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون" ، فقلت : لم لا تكلميني مثل ما
أكلمك؟ ... قالت : " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " ... فقلت : فمن أي الناس
أنت ؟ ... قالت " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصروالفؤاد كل أولئك كان
عنه مسئولا " ،.. فقلت : أخطأت فاجعليني في حلٍ , قالت: "لا تثريب عليكم اليوم
يغفرالله لكم"،... فقلت فهل لك أن أحملك على ناقتي فتدركي القافلة ؟…
فقالت : " وما تفعلوا من خير يعلمه الله " ...، فأنخت ناقتي ، قالت : " قل المؤمنين
يغضوا من أبصارهم " ...، فغضضت بصري , وقلت لها اركبي ، فلما أرادت أن تركب
نفرت الناقة , فمزقت ثيابها فقالت : " وما أصابتكم من مصبية فبما كسبت أيديكم"
فقلت لها أصبري حتى أعقلها ... قالت " ففهمناها سليمان" .... فعقلت
الناقة وقلت لها اركبي فلما ركبت, قالت : " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له
مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون" ..... فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسرع وأصيح
فقالت : " واقصد في مشيك واغضض من صوتك " ... وجعلت أمشي رويداً رويداً
وأترنم بالشعر؛ ... فقالت : " فاقرءوا ما تيسر من القران" ....، فقلت لها : لقد أوتيت خيراً
كثيرا ....ً, فقالت: " وما يذكر إلا أولوا الألباب" ... فلما مشيت بها قليلا قلت : ألك
زوج ؟ ... فقالت : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم"
فسكت ...., ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة ... ، فقلت لها : هذه القافلة.. فمن لك
فيها ؟ ... فقالت : " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " .... ، فعلمت أن لها أولاداً , فقلت
ما شأنهم في الحج ؟ .... قالت : "وعلامات وبالنجم هم يهتدون" ....، فعلمت أنهم أدلاء
الركب، فقصدت بها القباب والعمارات فقلت : هذه القباب من لك فيها ؟ …..
فقالت : " واتخذ الله إبراهيم خليلا " , "وكلم موسى تكليما " , " يا يحيى خذ الكتاب
بقوة " ...... فناديت : يا إبراهيم , يا موسى , يا يحيى ... فإذا بشبان كأنهم الأقمار قد
أقبلوا , فلما استقر بهم الجلوس , قالت : "ابعثوا أحدكم بورقكم هذا إلى المدينة
فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه " فمضى أحدهم فاشترى طعاماً
فقدموه بين يدي ...., وقالت :" كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية "
فقلت : الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها . فقالوا : هذه أُمنا منذ
أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن , مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن.
فسبحان القادر على ماشاء فقلت " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو فضل العظيم"
|
|
متفائلة مشرفة المنتديات الاسلامية
عدد الرسائل : 143 الاوسمة : تاريخ التسجيل : 20/01/2008
| |